اولاد حارتنا

الرواية واقعية رمزية، تدور في أحد أحياء القاهرة كما هي معظم روايات نجيب محفوظ كـ الحرافيش وزقاق المدق وغيرها، وتبدأ بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة التي يملأها أولاده. تندلع حبكة السرد منذ ولادة أدهم ابن السمراء وتفضيل الجبلاوي له على بقية أبنائه، وتمرد ابنه إدريس الأمر الذي أدى إلى طرده من عزبة الجبلاوي لتبدأ رحلة معاناته.

ينجح إدريس في التسبب بطرد أدهم من العزبة، وتمضي رحلة الإنسان والشيطان في الخلق كما روتها الكتب السماوية، فيقتل ابن أدهم ابنه الآخر، ويتيه أبناؤه في الحارة، فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، ويظهر منها أبطال ثلاثة يرمزون إلى أنبياء الديانات التوحيدية الثلاث، كما يظهر في عصور الحارة المحدثة شخص رابع هو العلم الذي سيقضي على الجبلاوي.

أخذ الكثيرون من الشيوخ ومن غيرهم على الرواية تجرؤها على تمثيل الخالق بالجبلاوي، وإعادتها تمثيل أسطورة الأديان السماوية من جديد في واقع آخر، ثم نحوها منحى متمرداً بالزعم أن العلم قادر على أن ينزع من الناس فكرة الله.

لكن محفوظ يخالف الكثيرين هذه الفكرة، فبعد أعماله المغرقة في الواقعية، (ربما) أراد أن ينظر بتسامح إلى الديانات الأخرى، وإلى قصة الخلق، وأراد التأمل في حال البشر منذ الخليقة، وآمالهم وتطلعاتهم إلى عزبة الجبلاوي، وسعيهم الممض نحو الوصول إليها بشتى الطرق.

لم يكن من المستغرب اتهام أولاد حارتنا بالكفر. لكن، انطلاقا من احترامه للمشاعر الدينية رفض محفوظ تفنيد فتوي الأزهر، المؤسسة الإسلاميةالعليا في البلاد التي منعت الكتاب، إذ اعتبر محفوظ أنه من غير الحكمة الدخول في صراع مع الأزهر حول مسألة ثانوية نسبيا، بينما قد سيحتاج إلى دعمه في وجه ما سمٌاه الشكل القروسطي الآخر للإسلام، أي الحركة الاصولية الناشئة.

تُرجمت الرواية إلى الإنجليزية والألمانية وبعض لغات أخرى، وقوبلت باحتفاء كبير.

فيما يلي قائمة بأسماء أهم شخصيات وأحداث الرواية وتفاسيرها القياسية بالاعتماد على التفسيرين الديني والنقدي لها:
الشخصية الكناية أو التفسير
الجبلاوي:: الله الخالق عز وجل، وذلك بسبب صفات الجبلاوي الأزلية، وأخذاً من الجَبْل (بتسكين الباء) أي الخلق.

البيت الكبير ::السماء أو العرش

عزبة الجبلاوي:: الجنة

الحارة:: الأرض أو الدنيا

قنديل:: جبريل، التشابه الواضح بين لفظ الاسمين، ينقل كلام الجبلاوي إلى بعض الناس، خصوصا ظهوره لقاسم ونقله تعليمات الجبلاوي.

أدهم:: آدم، التشابه الواضح بين لفظ الاسمين، وكون أدهم الابن الصغير المفضل للجبلاوي، ولادته من أم سمراء (التراب)، وواقعة طرده من البيت/الجنة.

إدريس:: إبليس، التشابه بين الاسمين، وفكرة تكبره وكراهيته لأدهم، وخروجه من زمرة الأبناء المفضلين بتمرده على أبيه.
جبل:: النبي موسى، مأخوذ من حديث القرآن عن حديث الله لموسى على جبل الطور، ومن تجلي الله للجبل.

رفاعة:: المسيح، ومن ذلك أن القرآن يذكر أنه لم يمت ولم يُصلب وإنما رُفع إلى السماء/أخذه الجبلاوي إلى بيته.

قاسم:: محمد، وذلك من كنية الرسول (أبي القاسم)، ومنه أنه جاء في حي كان يدعى حي الجرابيع فأعلى شأن قومه، وكان له أصحاب، وتزوج نساء كثيرات.
صادق:: أبو بكر الصديق، وذلك من اسمه وصحبته لقاسم، وخلافته له.
حسن:: على بن أبى طالب، وذلك من اسمه وقوّته وقرابته لقاسم.
عرفة:: عرفة من المعرفة أو العلم، وهو العلم في الرواية، فليس جبلياً، أو رفاعياً، أو قاسمياً/ ليس يهودياً، مسيحياً، أو مسلماً. وينسبه كل فريق إليهم، وهو قاتل الجبلاوي.
عواطف رمز الفضيلة، وهى زوجة عرفة التي فارقته بعدما سخّر قدراته في خدمة الظلم. وفى النهاية تم قتلها على يد فتوات الناظر.

تسبب العلم الحديث في الدمار
الحدث/ المكان رمزه
ولادة أدهم من أم سمراء:: خلق آدم من الطين.
تمرد إدريس:: تمرد إبليس على الله ورفضه السجود.
إطلاع أدهم على الحجرة حيث الوصية:: الأكل من الشجرة المحرمة.
قتل قدري لأخيه:: قصة قابيل وهابيل.
حديث جبل والجبلاوي:: حديث الله وموسى.
موت رفاعة والاختلاف فيه:: واقعة تعذيب المسيح والاختلاف بين المسيحية والإسلام حول صلبه من عدمه.
إتهام أتباع الرفاعى بالتسبب في الحريق ثم انتشار القتل:: إتهام نيرون المسيحيين بحرق روما قبل التنكيل بهم
تحول رفاق رفاعة إلى حكام ::تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية على يد الإمبراطور قسطنطين.
تزوج قاسم من امرأة غنية أكبر منه بعشرين سنة::. تزوج الرسول من السيدة خديجة بنت خويلد
خروج قاسم من الحي:: الهجرة من مكة إلى المدينة.
المعركة الأولى بالنبابيت:: غزوة بدر.
وراثة صادق لقاسم:: خلافة أبي بكر للرسول محمد.
جهل نسب عرفة:: العلم لا جنسية له ولا دين.

موت الجبلاوي:: انحسار التمسك بالأديان لصالح العلم
(وقد كانت فكرة شائعة في هذا الوقت حيث اعتبر البعض ان العلم هو الدين الجديد)

تسمي كل حي من أحياء الحارة باسم الأبرز فيه الاختلاف بين أتباه الديانات التوحيدية الثلاث.

بدء بعض الاعلاميين فى تصدير فكرة العلمانية من جديد متخفية فى ثوب الدفاع عن الادب والفنون ان الاعمال الادبية والفنية تحاكم امام قاضيها الطبيعى وهو الناقد الادبى او الفنى فقط فاين موقف الدين من هذا
الاسلام لا يمنع الادب ولا الفنون ولكن لكل شئ حدود ويكفينا ازهرنا منارتنا حكم بيننا وهو من منع هذه الرواية حين كان ضمير الازهر يقظا