قصه قصيرة قلب لا يعرف الحب

قلب لا يعرف الحب


طفولة ندى:

ندى فتاة جميلة يحمل وجهها البشوش بين طياته ألم تخبئه وراء ابتسامتها البريئة
ندى وحيدة والديها بعد زواج استمر سنوات طويلة رزق الوالدين بهذه لطفلة الرقيقة
سافر الاب إلى بلاد الخليج ليعمل مهندسا باحدى الشركات الكبرى هناك
وتحتم على الاسرة الصغيرة السفر مع الاب
ندى أصبحت وحيدة ليس لها اصدقاء غير اثنتان في مصر
وكبرت ندى وهى انطوائية خجولة لا تتحدث لاحد
تقرب ابن عمها حسام لها وشعرت ندى لاول مرة باحساس جميل
يتخلل اسوار قلبها الوحيد احبته بشدة .. وأحبها
وظل يتحدثان الي بعضهما وهى بالخارج وعندما تعود الى مصر في الاجازة
كانا يخرجان كثيرا ,
ولكن الام كانت ترفض هذا الارتباط بسبب سوء اخلاق حسام وسوء تربية امه له
وايضا لخلافات عائلية بين ام حسام وبينها
ومرت الايام والليالي وندى تتقرب اكثر لحسام ,
أصبحت تعشقه لا ترى احد غيره في هذه الدنيا
تسمع كلامه وتأخذ بنصائحه في أدق تفاصيل حياتها
وفي يوم من الايام استيقذت الاسرة على كابوس وهو وفاة الاب
لم تتحمل ندى الخبر وظلت في صدمة ولكن مع الايام تقبلت الامر
.. توفي الاب مما جعل ندى وامها يستقران في مصر
التحقت ندى بكلية تجارة
تعرفت على بعض الصديقات الجدد
ولكن ظلت دينا صديقة طفولتها هى الصديقة الوحيدة على الرغم من ان كلاهما
في جامعة مختلفة
ومرت الايام على هذا الحال

لـ سارة سعيد

دنيا الحب و الخيال


و ظلت ندى طوال المرحلة الجامعية تحب حسام و لم ترى غيره فارسا للأحلام
رغم اصرار والدتها على الابتعاد عنه على الدوام , و لكن لم تستطع ندى البعد عنه فقد تمكن حبه من قلبها
فقد كانت ترى فى حسام صديقا و حبيبا و أبا لها نظرا لوفاة والدها و وحدتها الدائمة فقد كانت تعتبره سندا و عونا لها على مصاعب الحياة , و كانت معه كالطفلة التى لا مأوى لها فقد كان هو أمانها
و كان لندى عالمها الخاص الملىء بالأحلام و الآمال , عالمها الذى جعلها لا تعيش على الأرض و تطير دوما للسماء تناجى القمر و النجوم
فقد كانت الرومانسية وطنها الثانى الذى تسكن فيه فأصبحت الرومانسية جزء لا يتجزأ منها تفكر و تعيش و تحب برومانسية و كأن الواقع لا وجود له فى حياتها
رقة ندى و رومانسيتها الزائدة جعلتها لا ترى ما حولها بصورة حقيقية و لا تعرف حقيقة من حولها حتى حسام فلم تعرفه جيدا و ان استمرت معرفتها به لمدة أعوام
و نسيت انها تعيش على الأرض بين البشر و لم تكن تدرى ان الكذب و الغدر منطق بعض البشر و نسيت ان الملائكة لا تسكن الارض ابدا و لو اظهر لها البشر عكس ذلك
و طوال الفترة الجامعية كانت تقابل كثير من البشر و لكن لا ترى بقلبها سوى حسام حتى نسيت أصدقائها فكانت ترى فيه كل البشر
و انهت ندى دراستها الجامعية بنجاح ثم التحقت بعد ذلك بوظيفة مناسبة لها لتحقق أول حلم من أحلامها , و فى تلك المرحلة الجديدة من حياتها
بدأ الخطاب يدقون بابها و لكن كانت ترفضهم بشدة لتعلقها الشديد و حبها لحسام رغم انها لا تعلم بجوانب كثيرة فى حياته فكان الحب هو أكبر همها و كانت علاقتهما محورها كلام الحب و الغزل الذى يسمعه حسام لقلبها ,
و تعرفت ندى فى عملها على احدى زميلاتها و اتخذتها أخت لها و اعتبرتها صديقة عمرها ,
فأخذت تقص عليها تفاصيل معرفتها بحسام , و قد كان حسام يأتى لندى فى العمل بين الحين و الآخر , و فى احدى المرات رأى حسام زميلة ندى فى العمل و مرت الأيام

لـ سارة السيد


لحظة ما:
حاول حسام التقرب من صديقه ندي
دون أن يعرف العلاقه الشديده القرب بينها وبين تلك الفتاه
كان يتعمد اللقاء بندي في العمل حتي يلتقي بتلك الفتاه
وكان هي تتعمد الهرب من نظراته
أخبرت ندي بمحاولات حسام
وأنها تتأذي من نظراته
رغم حب ندي الشديد له
الا ان شيئا ما يتعلق بصدق أحساسيسها
كان يخبرها بصحه تلك الأقاويل
كان قلبها في حاله انهيار
بدأ اللون الشاحب يتسرب علي ملامحها
ونظرات العين المكسوره بدأت تتمكن منها
وأصبح إلتقاط الأنفاس لها مهمه شديده الصعوبه
حاولت البعد عنه حتي تتأكد من صحه كلام صديقتها
وفي مرحله البعد عننه كانت بعد عن الأحلام والأماني
وكل حالات الأوهام الجميله
لم تنفعها كل المسكنات
لم تُجدي نفعا محادثاتها لنفسها بأن عليها ان تتروي وتنضج قليلا
وظلت حاله اليأس تسيطر عليها
مرت أيام
كانت ندي قد أعطت لحسام ميعادا بأن ينتظرها في المكتب
وطلبت من صديقتها بأن تأتي مبكرا لأن هناك أمرا ما تريد مناقشتها فيه
وتعمدت بأن تصل متأخره الي العمل
كانت اللحظات بين العمل والبيت كأنها العمر كله تمر الثوانِ كأنها محمله بثقل هموم العالم فلا كأنها تمر
كأن أقدامها توشك علي الشلل فترفض الحراك
وصلت الي المكتب
ووصل قلبها الي نهايه الحكايه
كان هناك حسام
يلقي بالكلمات المعسوله التي مضت ندي عمرها في سماعها والتوهم بها
وصديقتها تحاول التنصل منه
دخلت فجأه فساد الصمت المكان
انتهت كل كلمات العشق
انتهت كل الأوهام
لم تشأ أن تبكي
أو تصرخ
أحست بأن العمر قد مضي بها الي تلك اللحظه في ثواني معدوده
وأن سنوات العشق كانت مجرد لحظه مرت أمام عيناها
وأن بركان من الحب قد أصبح خاملاً لا معني لوجود أشلائه تتناثر في كل مكان
فلم تعد نيران الشوق تحرق
ولا أثار الفراق تقتل
وجدت نفسها تطلب منه المغادره في هدوء
لم تعرف نفسها
كأنها نضجت لحظه
تطلب منها عمرا أن لتعيش
وتأتي لحظه لتغير حياتها
فتصبح شخصا لم تقابله من قبل
شخصا أكثر نضجا
وعقلا
شخصا يقوي علي الفراق
يري في حسام شخصا تافها
لا يرقي لها
لم تتعرف علي نفسها
أذهلتها القوه الكامنه داخل ذاتها
كم أشخاصِ يبدون هادئين ساكنين
يظنون في أنفسهم ضعفا
ويستسلمون لضعفهم
ولا يدركون قيمه القوه التي تعتريهم
قوه كامنه
لكنها يحتاجون صدمه ما
تأتي لتغير مسار حياتهم
غيرت تلك اللحظه ندي
غيرتها الي الأبد
ربما تطلب الأمر صدمه ما
أحيانا تكون الصدمه أفضل ما يحدث لنا في الحياه

لـ ايمان على