دنيا الشتاء قصة قصيرة

دنيا الشتاء.......
كان بدايه موسم الشتاء


حيث تكثر السماء البكاء
وتكثر القلوب الحنين والإشتياق
شيئا ما يتعلق بالشتاء يجعل القلوب تخفق من جديد
والذكريات تعود لتتثبت أقدامها في جميع الأنحاء
كأنه نوع من التحدي
ربمما هي البروده التي تتسرب الي جميع خلايا قلوبنا وتتمكن منها
وحاجاتنا الشديده لذلك الدفء الموهوم
لم يختلف هو عن جميعنا
كان احمد صبيا في العشرين
وكان الشتاء أوشك علي بدء حكايته معه
كان في سنته الاخيره من الجامعه
صبيا لأمِ قد فقدت أباه في ظروف العيش والقهر
صدمته شاحنه ما
وهربت
لم يستطيعوا الامساك بها
لم يعرفوا من يقاضوا
أخلاق الناس والمجتمع
القهر والذل
الفقر
أم يقاضوا أنفسهم ويعذبوها لأنهم تركوا أنفسهم للقهر ينال منهم ما يشاء
كان أحمد هو كل ما تملكه أمه في دنياها
كان سعادتها فرحتها
انتظارها لأحمد ليتم دراسته الجامعيه كان هو كل غايتها
دائما ما كانت تخخبره بذلك
كلنت تعمل كل ما يمكنه أن يُسمي عملا شريفا من أجل أن توفر له احتياجاته
لم توافقه حينما دخل عليها يوما يخبرها بانه يريد أن يعمل بجانب الدراسه ونشأ بينهم عراك وتخاصما لمده يومين وانتهي الخصام علي وقوعه علي رغبتها والتوقف عن تلك الأفكار التي كانت تسميها ألإفكار التي تشوه عقله
كان يعلم بثقل حملها وتعبها ..كان ينتظرذلك اليوم الي سيغدوا فيه رجلا بكامل قوته وعقله ودراسته ليعمل ويجني المال من أجل راحتها ..كم كان يؤلمه خروجهاوعملها وهو جالس بالمنزل يُذاكر كانت دموعه كثيرا ما تغلبه وييخبئها خلف نظارات الإبتسام والضحك كلما كان يراها قادمه من عملها تعبه منهكه حدا النوم في مكانها بملابسها وحذائها
كان يبتعد عن مصداقه الفتيات كان يخشي الوقوع في الحب فكاان كلما ينظر في الأفاق علي امتداد نظره يري ثقل حمله الذي حملته أمه وينتظره لكي يحمله ويخبر نفسه بأن لا تستعجل يا قلبي فقد أن أوان راحتها ولا جدوي من حبِ عقيم بدون أمل
ولكن الحب مثل ذلك الشتاء يأتي فرضا بدون مطلب حتي وان كانت له مقدمات ولكنك لا تستطيع التحكم في المطر وتسأله أن يتوقف أو تسأل البروده التي تغمرك أن تتحول الي دفئا ولا يمكنك ان تسأل نفسك عن التوقف عن الإحساس وتجمد الدم في قلبك فلا يعد يشعر
كانا يتبدالان النظرات الصامته كان يتهرب من لقاء اعينهم ..كانت زميلته علي مدي السنوات الماضيه ولكن شيئا ما قد تغير فيها أصبحت أكثر رونقا وجمالا لها جاذبيه خاصه في عينيه كان يخشي لمعه عينه تخبرها بمشاعره ولكنها حتما لم تكن تتهرب من ان تلقتي أعينهم بل انها كانت تسعي لها
ولكن نظراتها كانت تقتله ونبض قلبه الذي يتسارع عند لقائها كان يمزقه..ويجبره أكثر علي الابتعاد عنها.
أحيانا كانت يترك لمشاعره العنان ولخياله الفرصه ليسرح بعيدا معاها يحادثها يسمع دقات قلبها دفء انفاسها ..يحلم بصوتها يخبره بحبها كم كانت دافئه مشرقه مغنيه عن كل أحلام العالم ولحظه تلاششي تلك الاحلام أمام عينيه لحظه اصطدامه بواقعه يُخبره بحقيقه تلك الأحلام انها مازالت مجرد أحلام فيعاتب نفسه علي تركه العنان لأحلامه..كم كان قاسيا علي نفسه حتي الأحلام الورديه المؤلمه يحرم نفسه منها ...كان هناك شيئا يُطمئن قلبه..ثقته بأن الله لن يخذله..كان ذلك اليوم خارجا من الجامعه وقفت هي أمامه كان يريد كالعاده تفاديها والنضي في طريقه لكنها لم تسمح له تلك المره وقفت هناك أمامه ومنعته من المرور مدت يدها كيف حالك أحمد..كان وقع تلك الصدمه عليه كاصطدامه بقاع بئر فجأه حيث لا نجاه ولا خلاص سوي الموت ...تجمد في مكانه ثوانِ معدوده لم يجد عقله فرصه لتفكير..مد يده لتلتقي بيداها وكل جسده تحول الي اشتعال وكأنه تناسي أمر هذا الشتاء القارص وتحول الي صيف حار مشتعل
قال بخير كيف حالك انتِ يا فريده..ثم شرد بعيدا في عينيها ..أنساه هذا الصيف المفاجئ كل ما ظل يخبر نفسه به أزاحت عن عقله الحراره كل أفكاره واحلامه ولم يعد هناك حلم ..غير ذلك الحلم الأبيض البعيد الذي يحمل ترانيم صوتها وهو ينطق بإسمه .
لم يتكرر ذلك اللقاء ابتعد احمد عن فريده ...حتي انه كان يتغيب عن الجامعه كثيرا حتي يتهرب من عينيها ..قتلها عدم رؤيه ولكنها لم تعرف ماذا تفعل........مر الشتاء كأنه لمحه خاطفه مجرد ابتسامه عابره وانتهت معه ملامح الحب الرقيق البريء انتهي العام الدراسي هو الأخر
مرت ثلاث أعوام بعد الجامعه..كانت قد توفيت فيهم والده أحمد..كان فراقها كأنه فراق كل معالم الحب في حياته ولكنه كان يشعر دائما بوجودها حوله وهو ما كان يدفعه للنجاح والاستمرار ....التقاها....... فريده ..كانت قادمه من بعيد مازالت برونقها وجمالها ألأخاذ لم تأتي عليها الأيام ...مازالت تبدو في عينيه أجمل من جميلات العالم
ولكن هناك شيئا في عينيها قد تتغير ..انكسار ما يبدو جليا في عينيها ..ابتسامتها حزينه...هز رؤيتها ولم يلحظ تلك الفتاه الصغيره التي كانت ترافقها ...وقعت عينه علي تلك الصغيره لم يشأ أن يترك لعقله التخمين أنها ابنتها ربما هناك أملا ما أن لا تكون ابنتها وانها مازالت بدون ارتباط وأن هناك أملا للحب أن يلتقي بي من جديد..ابتسم وسلم عليها ..كان أحمد قد تغير لم يعد الشخصيه الخجوله التي تخشي الحب ..لم يعد ذلك الصبي...بل إنه أصبح ذلك الرجل ..تغير صوته..لم يعد بريئا خجولا..أصبح رجلا يحمل من الدفء ما يجعلك أن تختبئ خلف ترانيمه...دعاها لفنجان من القهوه..ووافقته وجلسا امام فنجاني القهوه والحديث يقف علي أطراف ألسنتهم يخشي الخروج الي أرض الواقع
نطق أحمد........قال تزوجتي؟؟
قالت نعم
قال ابنتك؟
قالت دنيتي ..ابنتي دنيا
صمت.....سادهم الصمت
حمل أحمد الصغيره بين يديه احتضنها كأنه يحتضن فيها أمها ...يحتضن تلك الأيام التي جعلته يفقدها ...يحتضن ألالامه وأوجاعه
طبع قبله علي خدها ...قبلها كما لو كان يقبل كل أحلامه وأماله ..شوقه وحنينه
قالت فريده بصوت مهزوز.....لكن انفصلنا
تنفس أحمد الصعداء وازداد من احتضانه لصغيره
قال تطلقتم؟
قالت نعم........وسكتت...كانها لا تريد الحديث عن تلك الأوجاع والذكريات المؤلمه
ابتسم أحمد بملء ثغريه
قال تزوجيني
نظرت اليه باستغراب
قال نعم تزوجيني
مازال الصمت والاستغراب يخيم علي وجهها
قال سأقتلك ان لم تتزوجيني
ابتسمت ابتسامتها المعهوده
ولكن تلك المره لم تكن مكسوره
قالت حسنا حسنا سأتزوجك
وعادت لمعه أعينهم من جديد لتنير كل دنياهم..ودنيا حبهم

ايمان على